مرض اللسان الأزرق يزحف على القطيع بقلعة السراغنة
نشرمرض اللسان الازرق والذي ينقل إلى قطعان الماشية بواسطة الحشرات الناقلة للأمراض المعدية (نوع من الناموس المجهز بشوكة) تسهل عليه اختراق جل الماشية هلعا وخوفا كبيرين في أوساط الفلاحين والكسابين بإقليم قلعة السراغنة بعد أن كبد عددا منهم إضافة خسائر مادية جسيمة بعد نفوق عدد من رؤوس الغنم ، تقدرها مصادر مختلفة بحوالي 850 رأسا وكشفت تصريحات هؤلاء الفلاحين لـ «الأحداث المغربية»، سواء من صادفتهم أمام مصلحة تربية المواشي التابعة لملحقة مكتب الحوز أو الذين وجدوا أمام مصلحة البيطرة التابعة للمديرية الاقليمية للفلاحة، جهلا شبه تام بهذا المرض لأنه يظهر لأول مرة هذه السنة بقلعة السراغنة، ناهيك عن عدم قيام المصلحتين البيطريتين سالفتي الذكر بأي مجهود لتحسيس الفلاحين بخطورة هذا المرض وضرورة أحذ الحيطة والحذرلحماية قطعان الماشية. وتقول مجموعة من الكسابين المنحدرين من جماعة المربوح أن العلامات الأولى للمرض ظهرت بهذه الجماعة التي لا يفصلها عن المدار الحضري لمدينة قلعة السراغنة سوى 500 متر فقط وحين توجههم إلى مصلحة البيطرة التابعة لملحقة مكتب الحوز أخبروا بعدم وجود اللحاق المضاد لهذا المرض، كما لم يعثروا عليه بالصيدليات البيطرية. وطلبوا منهم الانتظار إلى أن يتوصلوا بحمولات من هذه الأدوية من وزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري، إلا أن هذا التأخير تسبب في خسائر مادية من مليون إلى مليون ونصف سنتيم، حيث نفق مابين 5 إلى 10 رؤوس من الماشية يوميا. وأفاد هؤلاء الفلاحون أن من أبرز الأعراض أن الشاة يظهر عليها انتفاخ في الحنجرة، وينزل الدم من اللثة ويظهر على الأسنان، وتصحب هذه العلامات حالة حمى ترتفع درجة الحرارة مع انتفاخ الرجلين وقد تصاب الشاة بالعرج، ويكسو المحيط الداخلي للعيون اللون الاحمر كأنه تجمع للدم، أما إذا كانت الشاة حامل فإنها غالبا ما تطرح (تسقط) ما في بطنها عند ظهور المرض، وتنفق بعد 72 ساعة فقط على ظهور المرض. وامتد المرض إلى جماعات أخرى وهي أولاد الكرن، وأولاد يعكوب ، وأولاد الشرقي، والهيادنة، والشطيبة، ولوناسدة، وازنادة، وسيدي عيسى بن سليمان، والجوالة، وأولاد الكرن، وميات، وسيدي موسى، ولمزم، وصنهاجة، وأحد الفرائطة، وواركي، وزمران الشقية، وأولاد اعمر. وعلمت الأحداث المغربية أنه في تمام العاشرة والنصف من صباح اليوم الاثنين 11 دجنبر تم إخبار السلطات الاقليمية والمحلية و المصلحتين البيطريتين سالفتي الذكر أن المرض ظهر بجماعتين اثنتين الأولى جماعة أولاد زراد ، التي تقع على بعد 13 كلم عن مدينة قلعة السراغنة، وأولاد امسبل التي تبعد عن مدينة قلعة السراغنة بـ 45 كلم في الطريق الرابطة بين قلعة السراغنة ومدينة البروج . وفي زيارة «الأحداث المغربية» للمصلحة البيطرية التابعة لمكتب الحوز بقلعة السراغنة ، أكد لها أحد التقنيين أنه لم يتم تعويض الطبيب الرئيسي الذي استفاد من المغادرة الطوعية، ولم يتم تعويضه بآخر، وأن المرض ظهر في شهر نونبر من السنة الجارية حيث تم تسجيل حالة واحدة بجماعة المربوح وأن الفلاحين لايتخذون جميع الاحتياطات الضرورية هناك بسبب عامل الأمية وعدم التمييز بين مختلف الأمراض التي تصيب الماشية .وقد انطلقت حملة للتلقيح في 2 دجنبر من هذه السنة وتقوم بها ستة فرق والعملية لازالت مستمرة، حيث تم إلى حدود 8 دجنبر تلقيح 8500 رأسا من قطيع الغنم، كما تمت عملية تعقيم حواضر الماشية، ويشار إلى أن هذه المناطق المتضررة توجد بها مستنقعات دائمة تحولت مع مرور الوقت إلى مكان لتجمع آلاف الحشرات الناقلة للأمراض.